
مقابلة راديو حياة مع "أليسون مكاتير" – الجزء الثاني
أحيانًا تكون الحياة مزدحمة وتجعلنا منشغلين جدًا، أليس كذلك؟ وفي نفس الوقت، يبدو أننا دائمًا منشغلون بالترفيه - ننشغل بالتلفزيون، والفيسبوك، والإنترنت، وألعاب الفيديو. لذا من الجيد الابتعاد عن كل ذلك، أليس كذلك؟ وقضاء بعض الوقت مع الرب.
نعم، بالتأكيد. بل أصبح الأمر أكثر أهمية اليوم ربما من أي وقت مضى، لأننا مغمورون بالمعلومات على مدار الساعة، وهناك ضغوط مرتبطة بذلك. ومن الجيد الذهاب إلى مكان حيث لا يكون ذلك هو التركيز الرئيسي. التركيز الرئيسي هو استكشاف رحلتنا الداخلية الأعمق مع الله.
ما نوع الردود التي تحصلون عليها من الأشخاص الذين ذهبوا الى خلوة روحية؟
أستطيع القول إننا دائمًا نحصل على ردود فعل إيجابية - وأعرف أن هذا قد يبدو كلامًا متحيزًا، ولكن بصدق هذا ما يحدث. خاصة الأشخاص الجدد على الخلوات، غالبًا ما ينبهرون بمدى استمتاعهم بالتجربة. قد يكون الشخص منفتح اجتماعياً بطبيعته ويعتقد أنه يحتاج دائمًا إلى أن يكون محاطًا بالناس ومنشغلًا بالنشاطات، ولكنه قد يندهش من قوة التجربة. وبالطبع، قد تكون هذه أول مرة منذ سنوات يحصل فيها الشخص على فرصة لإبطاء الوتيرة حقًا، والتركيز على رحلته الإيمانية، وربما أن يُستمع إليه من قبل شخص ما - شخص يركز حقًا على الإنصات له في سياق الخلوة، وهو جزء آخر من الذهاب في خلوة روحية. وبعد أن يكتشف الناس هذه القيمة، يعودون مرارًا وتكرارًا، ويكون لهذا تأثير على حياتهم اليومية. الأمر يشبه الذهاب الى بئر والعودة دائماً طلباً للماء - تذهب في خلوة، ثم يتسرب هذا التأثير إلى بقية حياتك. حرفيًا، يكاد يكون وكأنه يعيش بداخلك بينما تعود إلى الحياة. ولهذا هو شيء قوي جدًا.
أحيانًا يصبح الذهاب في خلوة روحية كشريان حياة لبعض الناس؟
نعم، أستطيع القول إن هذا ينطبق على أي شخص حقًا. كما لاحظنا أن يسوع أخذ وقتًا للصلاة وكان حريصًا جدًا على هذا الوقت، لأنه كان مهمًا له لتنفيذ خدمته. بنفس الطريقة، نحن كتلاميذ في العصر الحديث، نحتاج جميعًا إلى أخذ وقت مستقطع ويمكن لهذا أن يُحدث فرقًا كبيرًا حقًا في بقية حياتنا، لأنه كما قلت، إنه نوعًا ما يتسرب إلى كل ما نقوم به ويعطينا ذلك المنظور الأوسع، الذي لا توفره الحياة اليومية، نحن نوعًا ما ننغمس في أي شيء نفعله. نركز بشدة على حياتنا الخاصة، وهذا مفهوم. ولهذا نحتاج إلى أن ننسحب نوعًا ما ونرى الأمور من منظور مختلف.
لديكم كتيب يدعى "كتيب الخلوات". أخبرينا قليلًا عنه؟
الكتيب هو حقًا بمثابة الكتيب الشهير للمنظمة الذي يتم نشره منذ سنوات عديدة، وما زال موجودًا. حاليًا، هناك ما يقرب من 150 مركز خلوة في المملكة المتحدة وخارجها مدرجة في الكتيب. يحتوي الكتيب على الكثير من المعلومات حول كل مركز. لمحة موجزة عما يقدمونه من حيث الطائفة الدينية والمرافق والروح السائدة. لكن جميعها، بحكم التعريف، مفتوحة للجميع، كما أنها تتضمن برامجها للعام أيضًا. لذا يمكن أن يكون شيئًا مفيدًا حقًا أن يكون هذا الكتيب لدى أي شخص وتدوين الملاحظات عليه وتدوين أيضاً أفكار حول المكان الذي قد يرغب شخص ما في الذهاب إليه للخلوة، بالإضافة إلى وجود بعض المقالات حول موضوع معين، والذي كان هذا العام عن "التلمذة". وتحمل تلك المقالات، تجارب الأشخاص الخاصة في كيفية عيشهم لذلك الموضوع المعين، والتي يمكن أن تكون ملهمة حقًا. ونُسأل أحيانًا عما إذا كان الكتيب لا يزال له قيمة. كما تعلم، أحيانًا يعتقد الناس أن الكتب لم تعد ذات صلة، لكننا في الواقع نجد أن الناس لا يزالون يرغبون في أخذ شيء ما بين أيديهم، واكتشاف ما يريدون القيام به في العام التالي بطريقة ربما لا يمكن تكرارها على شاشة الكمبيوتر. وطالما أن الناس لا يزالون يرغبون في قراءته، سنستمر في إنتاجه، ونحن نؤمن أنه مصدر مفيد حقًا.
ماذا يفعل الناس عندما يذهبون في خلوة روحية؟
أنا أذهب الى خلوات روحية منذ أن كنت في العشرينات من عمري، وهناك مجموعة من الأشياء التي يمكنك القيام بها في الخلوة. يمكنك القيام بخلوة قائمة على النشاط. لذا قد تمشي أو ترسم أو ربما تعمل في البستنة. يمكنك القيام بدراسة لاهوتية أكثر. لذا قد يكون الموضوع متعلقًا بالإنجيل أو جزء من الكتاب المقدس أو وقت من السنة. يمكنك الذهاب في خلوة المجيء أو خلوة الصوم الكبير. وقد يكون ذلك مع مجموعة من الأشخاص الآخرين أي مع مُيسّر. وقد يكون هناك مساحات خلال اليوم لك لأخذ وقت مستقطع والتفكير فيما يُقال ثم يمكنك المشاركة في العبادة. غالبًا ما يكون هناك نوع من العبادة المشتركة واستكشاف الأراضي والمرافق. يذهب بعض الناس في خلوة تأملية أكثر، خلوة فردية موجهة، حيث تلتقي بمرشد كل يوم وتكون الخلوة صامتة بخلاف ذلك، وهذا يمنحك مساحة ووقتًا هائلين للتأمل. وقد يكون هذا المفهوم مخيفًا نوعًا ما، لكنه في الواقع مرة أخرى قوي للغاية بمجرد أن تسمح لنفسك نوعًا ما بالدخول في إيقاع الخلوة. لذا هناك خلوة لكل نوع من الأشخاص أو رغبة أو اهتمام. إنها فقط مسألة ربما اتخاذ قرار. أو في البداية، الذهاب في خلوة قصيرة جدًا أو يوم هادئ فقط لاستكشاف كيف يكون ذلك الشعور ثم ربما الانتقال إلى شيء آخر.
لماذا تقومين بهذا العمل؟
كما قلت، كنت أذهب في خلوات منذ أن كنت في العشرينات من عمري وحتى في ذلك الحين ربما كان الشيء يحدث مصادفة. ثم أدركت أن هذا شيء قوي حقًا، وأصبح في الواقع المحور الرئيسي لإيماني. إن أخذ هذا الوقت المستقطع له قيمة كبيرة. إنها تجربة تحويلية حقًا. لذا كنت أفعل ذلك على مر السنوات منذ ذلك الحين. والآن إنه امتياز حقيقي أن أكون في مكان حيث لدي الفرصة لتشجيع الآخرين على تجربة نفس النوع من التجربة المغيِّرة للحياة.
ما هي صلاتُكِ للأشخاص الذين يرغبون في الذهاب في خلوة روحية؟
لدي هنا صلاة هي نوعًا ما صلاة شاملة حقًا لأولئك الذين يذهبون في خلوة روحية، ولكن أيضًا فقط إحساس بإدخال الخلوة في حياتنا اليومية، وهو ما يمكننا القيام به. ولذا أود أن أصلّي هذه الصلاة. يا إله الهدوء والعمل الخلاق، ساعدنا على إيجاد مساحة للهدوء اليوم حتى نعيش بشكل خلاق، نكتشف المعنى الداخلي للصمت، ونتعلم الحكمة التي تشفي العالم. أرسل السلام والفرح إلى كل مكان هادئ، إلى جميع الذين ينتظرون ويصغون. لِيُسمع صوتك الهادئ الصغير من خلال المسيح في محبة الروح. آمين.
ما هو موقعكم الإلكتروني للأشخاص الذين يرغبون في معرفة المزيد؟ ربما المشاركة في خلوة في وقت ما، أو ربما حتى الخلوة الكبيرة التي تقومون بها في فصل الصيف.
نعم، عنوان موقعنا الإلكتروني هو retreats.org.uk وفقط لشرح ذلك كما تعلمون هو أن لدينا موقع إلكتروني متطور للغاية مع الكثير من المعلومات للمستفسرين لأول مرة وكذلك الأشخاص الذين ذهبوا في خلوة من قبل. كيفية العثور عليها، كيفية الذهاب في خلوة. يمكنك أيضًا أن تسألنا إذا كنت ترغب في أي مساعدة بذلك. هناك خريطة تفاعلية لمساعدتك في تحديد موقع الخلوة ولدينا الكثير من المعلومات حول الخلوات، حول الإرشاد الروحي، إذا كان ذلك شيئاً تريده. ويمكنك أيضًا متابعتنا على فيسبوك على retreats uk وعلى إنستغرام على retreats.uk لذا رجاءً تواصلوا معنا واتخذوا تلك الخطوة الأولى وسنفعل كل ما في وسعنا لمساعدتكم بأي طريقة نستطيع.