خبر
حقق فادي بتريس من مواليد مدينة الناصرة حلمه بالحصول على درجة البكالوريوس في الفنون المعاصرة من دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، تخرج بمعدل تراكمي (3.09) أهله ليكون الأول على دار الكلمة الجامعية متفوقاً على باقي زملائه.
وقال بتريس خلال حفل تخريج الفوج العاشر من طلبة دار الكلمة الجامعية: " ابتدأ مشواري الدراسي في دار الكلمة الجامعية عام 2008 وقد حصلت وكلي فخر على لقب البكالوريوس في الفنون المعاصرة من كلية عربية فلسطينية بامتياز واشدد على كونها عربية فلسطينية، ابتدأت مشواري من جامعة حيفا لكن بعد ثلاث سنوات اتخذت قراري بالإنسحاب من هناك لعدة اسباب سياسية ونفسية واقتصادية، فلم تكن اللغة العبرية عائقاً لا كتابة ولا قراءة ولا حتى بالتعبير، لكن لعلّ الشعور بعدم الارتياح كوني بجامعة إسرائيليّة لم يفارق كياني ولو للحظة".
وأضاف: " اخترت الابتعاد بعمر ال28 والانتقال لبيت لحم التي لا تختلف كثيراً عن بلدي الام الناصرة باي شيء تقريبا، فبلداتنا العربية بالضفة والداخل على حد سواء اصبحت كلّها وبشكل ممنهج اشبه بغيتوهات هنا يتوقها جدار فصلٍ عنصريّ، وهناك مستعمرات تستمر بالتوسّع وخنق ما تبقي لدينا من امل وهواء، هنا عرفت باننا رغم كل تعبنا وضغوطاتنا يبقى لدينا الامل والارادة باننا شعب نستحق التطور والتعلم والحب والقيادة، عرفت بانني كنت على حق رغم صبري وتعبي الذي وضعته الان خلفي الا انني نعم كنت على حق..على حق بان اتعلم بلغتي الام ان اناقش بلغتي الام ان اختار واقرر ما اريد وما ارغب تماما كما هو الحال لدى كل الشعوب".
وأكمل بتريس حديثه قائلاً: " في دار الكلمة الجامعية العريقة انفتحت اكثر على ثقافتنا وفننا الفلسطيني وتاريخه، ولذلك أتمنى أن نسعى اكثر واكثر لاقامة مؤتمرات ومحاضرات توعوية من خلالها نعرّف الاجيال القادمة على تاريخنا الذي حُرمت انا شخصيا من معرفته، فبهذا الشكل نقوم بمقاومة الاستبداد والظلم، وندع للفن والثقافة دورا اكبر في مشوار ومستقبل مقاومتنا، لأنه من المهم لكل شعب يسعى للحرية ان يطور أسلوب مقاومته ليستطيع الحصول على مناله بكرامة وفخر".
ويتناول مشروع بتريس التخرج مفهوم النوع الاجتماعي"الجندر" و"المشكلة الجندرية" التي يعاني منها الرجل لكونه ذكرا تماما كالمرأة لكونها أنثى في مجتمعاتنا العربية عامة والفلسطينية خاصة مستخدما رسومات مستندة الى الذاكرة والصور الفوتوغرافية التي تخاطب العقل والذكريات، اضافة للبحث الارشيفي يدخل فادي في مشروعه رسومات من الطفولة المبكرة ولهذا السبب تم اختياره لألوان الباستيل التي تضيف روح الطفولة للمشروع ككل، "الجندرية" بالنسبة لفادي بتريس هي سلوك ادائي مكتسب وليست جزءا من طبيعتنا كما يعتقد العديد من المحللين والفلاسفة، فالجندر غير متأصل فينا، بل هو نتيجة لمعايير ومعتقدات المجتمع الذي يقلب عقول الاطفال.
وحول برنامج بكالوريوس الفنون المعاصرة في دار الكلمة الجامعية فهو يشمل فن الرسم بألوان الزيت والاكريليك والنحت وفن الفيديو والفن التركيبي ومساقات في إدارة المعارض والنقد الفني والأنثروبولوجيا المرئية في فلسطين وفلسفة علم الجمال ويمكن للطالب التخصص في أحد المسارات التالية: مسار فنيّ أو مسار التربية الفنية.
ومن الجدير بالذكر أنه يستخدم بتريس الرسم اللوني للتعبير عن مشاعره وعكس افكاره، وقد شارك عام 2012 في معرض بعنوان” صرخة“ من خلالها عكس مراحل مختلفة من حياته، من الطفولة الى مرحلة
المراهقة فمرحلة البلوغ، مع نمط اساسي واحد، وهو الغضب والقمع، كما وشارك بتريس في مسابقة الفنان اسماعيل شموط للفن التشكيلي عام 2015، ووصل الى مرحلة التصفية النهائية، ويعمل بتريس مرشد فني للاطفال واليافعين في عدة مراكز ثقافية في الناصرة والجليل.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، والسياحة الثقافية والمستدامة، والفنون الأدائية في الموسيقى والمسرح، والتصميم الجرافيكي، والفنون المعاصرة، وإنتاج الأفلام، كما تمنح درجة الدبلوم في تخصصات الإنتاج الفيلمي الوثائقي، والدراما والأداء المسرحي، والفنون التشكيلية المعاصرة، والزجاج والخزف، وفن الصياغة، والتربية الفنية، والأداء الموسيقي، والأدلاء السياحيين الفلسطينيين، وفنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل الكلية على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.