رؤية للمكفوفين
تحدث راديو حياة مع سليم زيدان مدير مركز بيت الرجاء في بيت لحم، ما هو بيت الرجاء يا سليم؟
تأسس بيت الرجاء في عام 1963 للأطفال للمكفوفين وفي عام 1986 جمعوا الأطفال المكفوفين وأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع بعضهم البعض ونحن نعمل تحت رعاية الكنيسة.
يعني هذه السنة أنتم تحتفلون بمرور 60 عام على تأسيس بيت الرجاء، كيف تم تأسيس بيت الرجاء؟
نحن كنا نرغب بأن نقوم باحتفال كبير على مرور 60 عام على تأسيس بيت الرجاء ولكن بسبب الحرب سيتم تأجيله الى السنة المقبلة ونأمل بأن السنة المقبلة لن يكون هناك حروب ويكون هناك سلام، ليس فقط في فلسطين بل بكل العالم فعلينا أن نصلي لكي نقوم باحتفال كبير السنة المقبلة.
لقد كانت الراهبة "انتي ماي" هي من أسست المركز؟
نعم، الأخت "ماي" هي من أسست بيت الرجاء فقد قامت باستئجار بيت في بيت جالا واعتنت بطفلات مكفوفات وصلّت بأن تحصل على بيت خاص لها وأعطاها الله هذا البيت الذي نحن به الان وأنا أؤمن بأنها سيدة مؤمنة وكريمة وشكرا لله على السيدة "ماي".
والشيء المدهش أنها كانت مكفوفة، أليس كذلك؟
نعم، كانت مكفوفة، وقد ولدت في اللد بالقرب من تل أبيب.
واستطاعت أن تؤسس هذه البناية الكبيرة هنا؟
نعم، قامت بشراء بيت قديم هنا في بيت جالا وبعدها بنوا بيت للفتيات ومطبخ جديد ودار ضيافة وورشات عمل للأطفال لصناعة المكانس وذوي الاحتياجات الخاصة يقومون بعمل خشب الزيتون.
وما زلتم تقومون بعمل المكانس ليومنا هذا في ورشة العمل؟
نعم، نقوم بعمل المكانس، ولكن الوضع صعب هنا في فلسطين فالناس يشترون المكانس من الصين وتركيا بسعر أرخص من سعرنا.
كم عدد الأشخاص الذين تعتنون بهم هنا وهل كلهم مكفوفين؟
لدينا 12 طفل و4 أشخاص مكفوفين من طاقم العمل وهم السيدة "فيوليت" وأحمد وسامي ومراد.
شخصان هم من يتذكران "أنتي ماي" وهم السيدة "فيوليت" وسامي بدرة. لنرى ما لديهم ليقولوه عن "انتي ماي". تحدث راديو حياة مع السيدة "فيوليت" وهي معلمة مكفوفة هنا في بيت الرجاء. منذ متى انضممتِ الى بيت الرجاء يا سيدة "فيوليت"؟
أتيت الى بيت الرجاء في السبعينيات للدراسة بعد ما انهيت المرحلة الثانوية في مدرسة الراعي الصالح السويدية وبعد هذا انضممت الى جامعة بيت لحم وحصلت على شهادة في الأدب الإنجليزي والتربية وأنا أُعلم الأطفال المكفوفين في بيت الرجاء منذ عام 1993 ولكنني كنت دائما اتي لأساعد الأطفال المكفوفين بعد تخرجي من الجامعة.
هل تتذكرين "أنتي ماي" وهل لديكِ قصص عنها؟
نعم، عندما اتيت الى بيت الرجاء "أنتي ماي" كانت هنا وهي من أسسته وبدأت مع الأولاد المكفوفين وكانوا يعيشون في بيت الرجاء وكانوا يستأجرون بعض الأماكن ولكن بعد ذلك بارك الله عملهم وحظوا بهذا المكان الذي نعيش فيه الان و"أنتي ماي" أخبرتنا قصص عدة كيف كان الله كريماً معهم ويعطيهم في وقت الحاجة ودائمًا ما كانت تقول لنا أن الله لن يترككم فثقوا به وهي لطالما وثقت به واحدى الترنيمات المفضلة لها تُدعى "يا له يسوع من صديق". كانت تقول لنا دائماً هو صديقكم في وقت الحاجة فثقوا به وهو لن يترككم لذلك كانت امرأة مؤمنة وكانت دائماً تقول للناس الذين يساعدونها في بيت الرجاء لا ترفضوا أي شخص كفيف يريد المجيء الى بيت الرجاء وهذه كانت رؤيتها بأن تساعد المكفوفين وتمنحهم بيتا لذلك كانت مخلصة لعملها هنا.
هل كان هذا أمر غير اعتيادي لامرأة كفيفة بأن تؤسس مركزًا للأطفال المكفوفين؟
قبل أن تؤسس المركز كان هناك مركزا للفتيات المكفوفات في بناية كلية بيت لحم للكتاب المقدس اليوم وبعدها قامت بتأسيس المركز للأولاد.
هل كان شيء غير متوقع أن تقوم امرأة كفيفة بعمل شيء مثل هذا للمجتمع؟
كان شيء رائع فقد كان معها "مايكل" الذي أصبح المدير بعد ذلك وأمه أيضا كانت تساعدها بالعمل وكان شيء مدهش لأن العديد من الناس الذين كانوا يأتون خصيصا المتطوعين كانوا يقدرون عملها ويساعدونها ويدعمون عملها.
يعني كانت عبارة عن قدوة من ناحية صلاتها ورؤيتها؟
نعم كانت تحب الصلاة وكانت تُصلي معنا ومع الأطفال والطاقم كل ليلة وكان هناك العديد من الأولاد المكفوفين في المدارس والجامعات وبعض النساء كانوا يعملون في مصانع محلية في المنطقة وكانت توفر لهم كل شيء وكانت تصلي كل ليلة وكنا نذهب الى غرفتها لنتحدث معها وكنا نشعر بأنها أمنا وليست مديرتنا وكانت حنونة ومحبة جدًا.
تحدث راديو حياة مع سامي بدرة من بيت الرجاء، متى انضممت الى بيت الرجاء يا سامي؟
اتيت الى هنا في عام 1990.
وكم كان عمرك عندما انضممت للعمل هنا؟
أعتقد كان عمري 26 سنة، شيء من هذا القبيل.
وهل قابلت "أنتي ماي"؟
نعم، بالتأكيد.
وكيف كانت؟
كانت سيدة رائعة والكل هنا كان يحبها.
وهل كانت بمثابة الأم للكل هنا؟
نعم، ولم تكن سيدة تحكم بسرعة على الناس، بل كانت تعطي فرص للجميع مع أنها كانت سيدة مكفوفة وإيمانها كان كبير جدًا وتعلمتُ منها الشيء الكثير.
وهل لك بأن تخبرنا قصص عنها وكيف كان يبدوا معها العمل؟
في احدى المرات في عام 1991 كان المركز في وضع صعب وبحاجة الى المال وكان هناك حرب الخليج وكانت شركات الكهرباء والماء والهاتف على وشك قطع الماء والكهرباء وخط الهاتف عن المركز ولكن "ماي" كانت دائما مؤمنة وكانت تقول لنا أن نأتي لغرفتها كل صباح لنصلي للبيت وكنا نذهب للصلاة لساعة كاملة وفي يوم من الأيام ذهبت لغرفتها وقالت اذهب يا سامي فقد يأتي أحدهم فقلت حسنا وذهبت الى مدخل البيت وجلست وجاءت سيدة وكانت تنظر الى لوحة بيت الرجاء وكانت مترددة وفي وقتها لم أكن أتحدث الإنجليزية بشكل جيد وبدت بأنها سيدة أجنبية وقلت لها هل تريدين شيء ما وقالت لي ما هذا البيت ولم أستطع أن أتحدث معها لكني رحبت بها وجلبتها الى مكان الصلاة وقالوا لها عن البيت وكانت سعيدة بالسماع عنه ومن ثم رأيت شيء بأم عيني وهو بأنها أخرجت شيك من حقيبتها وأعطته "لأنتي ماي" و"أنتي ماي" أعطته للمدير في ذلك الوقت "مايكل دايفيد" وقرأ المبلغ والمبلغ كان يكفي وأكثر من ما نحتاج وهذه قصة عن إيمانها. أما القصة الأخرى وهي أيضا عن إيمانها الكبير لأني عشت ذلك في حياتي لأن كل صباح كانت تناديني على الساعة السادسة والنصف صباحا لأصلي معها لمدة خمسة دقائق وأنا لم يكن لدي أي مركز كبير في البيت وفي ذلك الوقت كنا نحتاج الى موظفين ولم يكن لدينا المال الكافي وكان المدير يقول أنه لا يوجد مال, لا يوجد موظفين لأنه كان لدينا 50 طفل وطفلة هنا وكنا نحتاج أشخاص للمساعدة فقد كان هناك حوالي 90 شخص يعيشون ويأتون الى البيت ثم ذهب المدير لرؤيتها معي وقال لها نريد موظفين لكن لا يوجد مال كاف فقالت له أحضر موظفين ولكن هو قال لها لا يوجد مال ولكنها أصرت وقالت أحضر موظفين. فأحضر موظفين اثنين للعمل هنا وبعد شهر كان المال متوفر فالله بارك المكان وكانت كمعجزة. وكان أيضا لدينا متطوعين والمتطوعين مهمون لأنهم يساعدون في جلب المال من خلال الكتابة لكنائسهم فمن المهم وجود مسيحيون للعيش والعمل هنا.
هل قامت "أنتي ماي" بتغيير حياة من يعيشون هنا وهل زاد إيمان بعضهم بالرب؟
نعم، في الحقيقة لقد ساعدتني على تغيير حياتي فأنا أصبحت كمسيحي مؤمن جديد لأنني لم أكن أعرف الإيمان الحقيقي ولقد غيرت حياة متطوعين فالمتطوعين تعلموا منها الشيء الكثير وكانوا يحبونها والأطفال مثل جعفر وعيسى أحبوها فقد كانت تجلبهم الى غرفتها ليغنوا لها وليغنوا معها فقد أحبت غنائهم.
والان نعود مع سليم، كيف هو اليوم الاعتيادي في المركز يا سليم؟
نبدأ الساعة الثامنة مع الصلوات والغناء وقراءة من الكتاب المقدس وبعدها يذهب الطلاب الى حصصهم وفي الساعة العاشرة هناك استراحة ووجبات خفيفة ويعودون على العاشرة والنصف الى الحصص وعلى الساعة الثانية عشر ونصف وقت الغذاء حتى الساعة الواحدة ومن ثم يعودون الى الحصص حتى الثانية ومن بعدها يكون لديهم نشاطات ويبقون في غرفة الجلوس الرئيسية ويشاهدون التلفاز وعلى الساعة السادسة والنصف يتناولون وجبة العشاء وينامون.
وبالطبع يتواصلون مع عائلاتهم، لديهم الحرية ليذهبوا الى بيوتهم؟
يذهب الأطفال في نهاية كل شهر الى عائلاتهم لمدة ثلاثة أيام، ولكن الان ما زالوا موجودون لمدة ثلاثة أشهر لأن الطرق مغلقة بسبب الحرب.
وهل سيذهبون غدا الى بيوتهم لعيد الميلاد؟
نعم، نحن نأمل بأن يزوروا عائلاتهم غدا إذا كانت الطرق مفتوحة. من الصعب السفر في هذا الوقت، ولكن إنه وقت عيد الميلاد والطاقم بحاجة الى بعض من الراحة ليقضوا الوقت مع عائلاتهم كما يريد الأطفال أن يقضوا الوقت مع عائلاتهم أيضا.
عيد الميلاد اقترب، هل يحبون الأطفال عيد الميلاد؟
نعم، هنا في بيت الرجاء نحن نعيش لعيد الميلاد فنبدأ بغناء أغاني عيد الميلاد في أول شهر ديسمبر ونصلي للسلام وليسوع المسيح ليجلب السلام في أرضنا في عيد الميلاد ونضع شجرة عيد الميلاد واليوم لدينا هدايا عيد ميلاد للطلاب وحفلة صغيرة وغدا نذهب للمنزل.
لا بد بأنهم متحمسون جدا؟
نعم.
في هذا الوقت من السنة، هل يقومون بغناء أناشيد عيد الميلاد في البيت؟
نعم، كل يوم، في الصباح والظهيرة وفي خلال النهار نغني أناشيد عيد الميلاد ونحن سعداء لأن المسيح هو خلاصنا ونحن نصلي للسلام للجميع في كل أنحاء الأرض.
هل ستحتفل العائلات المسيحية في بيت لحم بعيد الميلاد هذه السنة في بيوتها أم هل هو وقت عصيب جدا بسبب الحرب؟
معظم العائلات لن تحتفل بعيد الميلاد لهذه السنة لسببين، الأول هو استشهاد العديد من الفلسطينيين خصيصا الأطفال والسبب الثاني أن معظم الناس لا تملك المال الكافي لأنها لا تعمل فبعضهم لا يستطيع الذهاب لإسرائيل للعمل والسلطة الفلسطينية لم تُعط المعاشات للموظفين الفلسطينيين وكل شيء في غلاء سواء الطعام أو الخضراوات أو البنزين أو السولار أو الكهرباء أوالماء والناس لا تملك المال الكافي.
يعني هل أثرت الحرب على بيت لحم مثلما أثرت على غزة؟
نعم، المعبر مغلق بين بيت لحم والقدس وبيت لحم هي مدينة تعتمد على السياحة ولدينا العديد من الفنادق ومتاجر الهدايا التذكارية والمطاعم وأعتقد أنه 75 بالمئة من الأشخاص في بيت لحم يعملون في الفنادق ومتاجر الهدايا التذكارية والمطاعم والان كل شيء توقف عن الحياة.
لقد ذكرت أن المعبر مغلق، كيف يؤثر المعبر على بيت لحم؟
لأن إسرائيل لا تسمح للعمال بأن يذهبوا للعمل في إسرائيل وهو مغلق وهناك العديد من العمال في بيت لحم يذهبون للعمل في إسرائيل وهم لم يعملوا منذ وقت طويل وهم الان في بيوتهم.
أنت جزء من الكشافة، هل سيحتفل الكشافة هذه السنة في عيد الميلاد فهم عادة يسيرون في 24 ديسمبر مع الاتهم الموسيقية؟
لا، البارحة تحدثت مع بعض من قادة الكشافة في بيت لحم وبعد غد هناك اجتماع لقادة الكشافة في بيت لحم وهم يرون أن الكشافة هذه السنة سيحتفلون لكن بدون موسيقى فيريدون فقط المسير من بيت لحم القديمة الى كنيسة المهد بزيهم الرسمي ويحملون شعارات مكتوب عليها عن السلام وبعض الآيات من الكتاب المقدس.
هل هو أمر حزين عليكم بأنكم لن تستطيعوا الصلاة للرب في هذا الوقت الصعب؟
نعم، هو أمر محزن جدا لي فالناس شعرت بالسعادة من بداية شهر ديسمبر فذهبوا للمتاجر وشروا أشياء مثل سانتا كلوز وأضواء ويضعون عدة أشياء في الشوارع أيضا وهذه السنة لا يوجد شجرة عيد ميلاد ولا أضواء، لا يوجد شيء أبدا.
ما هي صلاتك لهذا العام وما هي صلاتك للذكرى السنوية الستين لتأسيس بيت الرجاء؟
أولا أنا دائما أصلي للسلام وأنا أشكر الله على بيت الرجاء ونصلي أن يعطينا الله القوة لنستكمل بأن نساعد المكفوفين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لأن عائلاتهم لا تريدهم في منازلهم والمنزل الأول لهؤلاء الأشخاص هو بيت الرجاء لذلك نصلي لله أن يساعدنا لنساعد هؤلاء الناس وأن يعطينا الله المال لندفع ثمن الطعام والكهرباء والماء والمواصلات وعدة أشياء.
ما هو اسم صفحتكم على الفيسبوك للذين يودون معرفة معلومات أكثر عن العمل الذي تقومون به هنا؟
على الفيسبوك هو فقط House of Hope أما البريد الالكتروني فهو info@hohbethlehem.org