بيت المقدس
ما هو مركز السرايا يا عدنان؟
مركز السرايا هو مركز مجتمعي في قلب مدينة القدس، يُعنى بمحاولة مساعدة أهالي البلدة القديمة في الصمود بمدينتهم من خلال برامج تستهدف الأطفال واليافعين والشباب ومن ضمنهم النساء بطبيعة الحال. نُركز في برامجنا على البرامج التعليمية بالاضافة الى برامج الدعم الاجتماعي والنفسي.
هل كان بحاجة الى مؤسسة مثل هذه بالبلدة القديمة؟
بالطبع هناك حاجة لمركز مثل مركزنا بالبلدة القديمة اخذين بعين الاعتبار العديد من المشاكل التي يتعرض لها السكان. البلدة القديمة محصورة ومحاصرة والعيش داخل البلدة القديمة يُولد الكثير من الضغوطات النفسية والاجتماعية، نأخذ على سبيل المثال أنه لا توجد هناك حدائق عامة أو ملاعب للأطفال بالبلدة القديمة مما يترك الأطفال بالشوارع. وجود مركزنا يُعطي مكان ممكن للأطفال أن يمضوا فيه وقتهم بشكل إيجابي وبناء بعد المدرسة. سكان البلدة القديمة يعانون من ضغوطات إقتصادية و ضغوطات اجتماعية بالاضافة للضغوطات الأمنية والسياسية وهي كثيرة وبذلك فهناك عبء نفسي كبير على سكان البلدة القديمة و من خلال البرامج التي يقدمها مركز السرايا نحاول التخفيف من حدة أضرار هذه الأثار النفسية على مواطني البلدة القديمة.
أنتم هنا بالبلدة القديمة، هل هو مواقع رائع للتواجد به؟
المركز موجود بمكان متوسط في قلب البلدة القديمة. طبعا هو في منطقة عقبة السرايا مقابل مدرسة دار الأيتام الإسلامية ولكن المركز يبعُد حوالي مئة متر عن حي النصارى وحوالي مئتي متر عن كنيسة القيامة من جهة و يبعُد حوالي مئتي الى ثلاثة مئة متر عن المسجد الاقصى من منطقة باب القطانين. فهو فعلاً في المركز وأيضا في نهاية سوق باب خان الزيت وبداية سوق العطارين فهو أيضا قريب من المركز الاقتصادي للبلدة القديمة.
أخبرنا قليلاً عن البرنامج الأكاديمي والإجتماعي الذي تقومون به هنا؟
هناك العديد من البرامج الذي ينفذها المركز وبشكل رئيسي نعمل مع الأطفال من سن ستة الى خمسة عشر عاماً بالاضافة الى اليافعين والمراهقين وأيضا الشباب فهدفنا الرئيسي دعم صمود وبقاء المواطنين. فيما يتعلق في الاطفال هناك العديد من البرنامج بعد المدرسة للأطفال سواء البرامج الأكاديمية أو البرامج الغير أكاديمية. في البرامج الأكاديمية نساعد الاطفال في الواجبات المدرسية فهناك العديد من المتطوعين من
الجامعات الفلسطينية الذين يتطوعون أو يعملون بالمركز فيساعدون الأطفال بالبرامج الصفية وهناك خمسة مجموعات من الأطفال وكل مجموعة من حوال 25 الى 30 طفل نعمل معهم بشكل دائم طوال الفصل الدراسي. هناك أيضا برامج أكاديمية غير ملتصقة بالنظام المدرسي مثل برامج تعليم اللغة الانجليزية و برامج تعليم العلوم وأيضا برامج تعليم الرياضيات من خلال برنامج الحساب الذهني بالاضافة الى هذه البرامج الأكاديمية هناك فعاليات غير أكاديمية مثل فعاليات الفنون والموسيقى وما الى ذلك. وفي كل هذه البرامج نحاول أن نُعطي المهارات الحياتية للأطفال حول طريقة التعامل بشكل إيجابي وأن يكونوا فاعلين سواء مع أنفسهم أو في محيطهم سواء كان محيطهم العائلة أو المدرسة أو المجتمع الأكبر بشكل عام. هذا في ما يتعلق بالأطفال أما بالانتقال للمراهقين ننتقل الى قضايا اخرى مثل قضايا الهوية والتراث والمواطنة الحسنة وكيف يمكن أن يكون الشاب عنصرا بناء في مجتمعه مستقبلا وبعد ذلك في مراحل الشباب نعمل أيضا على برامج التمكين الاقتصادي سواء للرجال أو السيدات.
هل تعملون مع طلاب الجامعات أيضاً؟
نعمل مع طلاب الجامعات على أكثر من نطاق. النطاق الأول الذي نعمله مع طلاب الجامعات فيما نقدمه من خدمات لهم يتعلق في اعطائهم بعض المهارات التي تساعدهم بعد التخرج من الجامعة من مهارات المبادرة وريادة الأعمال فعلى سبيل المثال قضايا كيف يمكن للشخص أن يبني مصلحته التجارية وكان هناك بعض البرامج المتعلقة باللغات أيضا ولك أيضا نحن نستفيد من طلاب الجامعات وتواجدهم معنا على شكل متطوعين والعديد من طلاب الجامعات يلزمهم أن يقدموا ساعات معينة من التطوع وهم يقومون بذلك في مركز السرايا من خلال المساهمة على سبيل المثال في العمل مع الفئات العمرية الأصغر في البرامج التي أشرت اليها ببرامج ما بعد المدرسة.
لديكم برنامج أدبي للأطفال، هل من الصعب جلب الجيل الجديد للقراءة هذه الأيام؟
برنامج تدريب الأطفال كان واحد من البرامج الرئيسية التي قام عليها المركز منذ أكثر من خمسة عشر عاماً. بالطبع هناك تحول في عادات الناس بشكل عام والأطفال بشكل خاص. من الصعب جداً حث الطفل على القراءة للاسف بسبب سيطرة الوسائل البصرية والسمعية على اهتمامات الأطفال من خلال اليوتيوب أو الهواتف النقالة ومشاهدة الأفلام والوسائط السمعية ولكن نحاول بشتى الطرق ابقاء روح القراءة موجودة لدى الأطفال. هناك تحدي كبير ولكن نحن نعمل ما يمكننا وما بوسعنا في هذا السياق.
لديكم أيضا برنامج التمكين الاقتصادي للسيدات، أخبرنا قليلاً عنه؟
برنامج التمكين الاقتصادي للسيدات يعمل مع نساء البلدة القديمة في العديد من الجوانب. بشكل رئيسي هناك العمل على الجانب المهني في برامج التجميل وبرامج المأكولات والحلويات الشرقية والغربية. هدف هذه البرامج هو مساعدة هذه النساء وخصوصا النساء اللواتي لم يحصلن على تعليم أكاديمي متقدم واللواتي أصبحن ربات بيوت ومسؤولات عن عائلاتهن في مرحلة مبكرة من العمر قبل أن تكون في أيديهن مهنة أو صنعة وأن يكونون قادرات على دعم عائلاتهن من خلال هذه البرامج المطلوبة من جهة وأيضا من الممكن أن يكون لها عائد اقتصادي من جهة اخرى ومن جانب اخر لا يلزم فيها الالتزام بالوقت. أحد البرامج الاخرى التي بدأنا العمل عليها مؤخراً هو برنامج الدليلات السياحيات في البلدة القديمة ونعمل على هذا البرنامج في شكل مبدأي والهدف هو محاولة خلق نساء يمتلكن القدرة لأن يكن دليلات سياحيات لمجموعات صغيرة على أمل أن يكون بإمكانهن العمل مع السياح القادمين لمدينة القدس سواء من فلسطيني الداخل أو مستقبلا من السياح العرب الذين قد يأتون الى مدينة القدس بمجموعات صغيرة.
لماذا تقوم بهذا العمل؟
هناك شعور بأهمية هذا المكان وأهمية البلدة القديمة والمشاكل التي تتعرض لها البلدة القديمة بضرورة أن يُسهم كل مقدسي في دعم البلدة القديمة ودعم صمود سكانها وهناك أيضا جانب اخر وهو الكم الهائل من المشاكل التي تواجه سكان البلدة القديمة سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوى المعيشي أو على المستوى النفسي وأيضا على المستوى السياسي والأمني، ولذلك هناك حس بالانتماء وضرورة العطاء لهذا المكان سواء مني شخصيا أو من كافة موظفي مركز السرايا بالاضافة الى الهيئة الادارية التي تعمل من أجل هذا المركز.
هل تقومون بعمل فارق بالمجتمع؟
بالطبع نحن نعمل على التغيير الايجابي ونرى الأوجه المختلفة لهذا التغيير الايجابي وكم المشاكل التي يواجهها السكان هو كم كبير ولكننا في كل حال نحاول من خلال كافة البرامج التي نقوم بها أن نقوم بالتغيير وترك البصمة والأثر الإيجابي على المستفيدين ونستطيع أن نرى بأم أعيينا ثمرة ما يتم القيام به من المستفيدين من هذه البرامج من البسمة التي نرسمها على وجوه الأطفال من المهنة التي يحصل عليها بعض النساء ويقمن بعد ذلك بفتح مصالحهن الخاصة فعلى سبيل المثال أكثر من 28 بالمئة من النساء التي شاركن ببرامج التمكين الاقتصادي حصلن على عمل وكل هذه الأمور ما يعطينا الدافعية بالاستمرار.
ما هو موقعكم للأشخاص الذين يودون معرفة معلومات أكثر؟
عنواننا الالكتروني هو www.alsaraya-center.org