تحدث راديو حياة مع "سايمون هولاند" مدير حديقة القبر هنا في القدس.
تحدث راديو حياة مع "سايمون هولاند" مدير حديقة القبر هنا في القدس، ما هي حديقة القبر يا "سايمون"؟
حديقة القبر هي مكان مقدس للحجاج المسيحيين في القدس وهو منذ عام 1894 وتم تأسيسه من قبل الجمعية الخيرية البريطانية التابعة لحديقة القبر وهدفها نشر كلام الكتاب المقدس وأن تكون مكان شاهد على ما حدث هنا من خلال العبادة والصلاة لجميع الأمم والسبب أن هذا المكان قد يكون أحد الأماكن الذي قد حدث فيه موت ودفن وقيامة يسوع المسيح في يوحنا (41: 19) "وَكَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي صُلِبَ يَسُوعُ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ" وهذه الآية شاهد قوي على هذا المكان لنا نحن هنا.
إن إسرائيل في حالة الحرب في غزة، هل هذا الأمر أثر على حديقة القبر؟
نعم، خصيصا عندما بدأت الحرب في السابع من أكتوبر كنا هنا ننتظر قدوم عدد كبير من الناس في ذلك اليوم وكنا في غرفة الموظفين نصلي كما نفعل كل يوم لنبدأ بيومنا وفي لحظة انطلقت صفارات الإنذار وقد كانت وكأنه صوت نحيب مثير للذكريات وبعدها نزلنا الى الملاجئ وتوقفت صفارات الإنذار وبعدها كان عندنا مجموعة وأصبحت صفارات الإنذار تُطلق أحيانا وتتوقف أحيانا أخرى في اليوم كله وقد كان لدينا بعض المجموعات على الأرض وأشخاص في الملاجئ يعانقون بعضهم من الخوف وبعدها شخص بدأ يرنم ترنيمة ابقى مكانك واعلم انني الهك وعندها عرفنا أن هذا الملجأ ليس ملجئنا بل الله هو ملجئنا وبقينا على هذا الأمر لبضعة أسابيع بينما كانت تُطلق الصواريخ وبعد ذلك قررت الإدارة أن من هم ليسوا من إسرائيل عليهم العودة الى بلادهم فنحن عُدنا الى بلادنا في الثاني والعشرين من أكتوبر وتم إغلاق الحديقة لغاية منتصف يناير.
لا بد من أنه كان أمر حزين العودة الى إنجلترا؟
كنت أبكي عندما غادرت لأن رسالة الحديقة مهمة في هذا الصراع لأن كهنوت المصالحة هي الإنجيل والمصالحة بين الناس الذين بينهم صراعات هو جزء كبير من ما تقوم به الحديقة وحياتها اليومية لأنه لدينا موظفين من الضفة الغربية وإسرائيل فنحن نعيش هذه الرسالة لأنها موجودة في رسالة بولس الرسول الى أهل أفسس التي تقول أن هم المتأصلون في محبة الله سيُظهرون حكمة الله فنحن جزء من مملكة الله ومع أننا نأتي من أماكن مختلفة هذا ما يجعلنا متأصلون ونُظهر للعالم كيف نعيش بشكل مختلف وهذه شهادة بحق لحديقة القبر وإغلاق الباب لهذه الشهادة كان شيء صعب للغاية.
هل كان أمرا صعبا بأن يكون هناك فلسطينيون واسرائيليون معك وجدال الصراع ومع أي جانب عليك أن تقف؟
هذا صحيح، فالأمر يتعلق عن مع أي جانب أنت تقف لأن لدينا فلسطينيين وإسرائيليين هنا ونحن نفتخر بهذا الأمر ولكن كان هناك لحظات صعبة بسبب الهجمات في عدة أماكن ولأن العديد من الناس يشعرون بالألم لأن منهم كانوا يعرفون أشخاص تم أخذهم كرهائن ولأن منهم من كانوا يعرفون أشخاص تم استشهادهم في غزة وأشخاص مسيحيين تم استشهادهم، والجانبيين حقيقة أحيانا يكونون على صواب وأحيانا على خطأ ولكن جانب الحديقة هو بأن يكون محايد في موقفها السياسي في إسرائيل وهذا شيء سهل ولكن لأننا هنا ننشر كلمة الإنجيل وهذا ما نعتمد عليه وكان لدينا صلاة مؤثرة حيث أنا وزوجتي استمعنا لمجموعة من الفلسطينيين والإسرائيليين وبعدها قمنا بالصلاة وكانت هذه لحظة قوية حيث عانق الناس بعضهم البعض وفي ألمهم وسلموا امرهم للصليب بشكل معين وهذا كان شيء معافي وكأن شيء من الهم انزاح عن قلوبهم وكان هناك شيء من الوحدة بإيماننا بالمسيح واصبح أقوى بتلك اللحظة وهذا كان شيء معافي ولكن نعم كان الامر صعب جدا لكن هذا ما يفعله المسيحيين برأي فهم يُقربون الأشياء الى النور ويتكلمون الحقيقة بحب وحكمة وهذه علامة أن تكون مسيحي فنحن لا نخفي هذه الأشياء ونقوم بالنميمة بل نتكلم بهذه الأشياء بصراحة ونسمع لبعضنا البعض.
لا بد بأن الأمر كان صعب بفصل بعض من الموظفين؟
نعم فقد فصلنا بعض الموظفين لأن الأرقام نزلت بشكل كبير ففي شهر مارس كنا ننتظر قدوم 53.000 شخص والان الرقم هو 4500 شخص فهذا يؤثر على فريق العمل خصيصا للذين يعملون هنا لأن هذا الأمر سيؤثر على عائلاتهم فإذا لم يكن هنا مدخول فلن نستطيع الدفع للموظفين وهذا يعني أنهم لن يستطيعوا أن يعتنوا بعائلاتهم لذلك الإدارة تحاول بقدر المستطاع أن تحافظ على عدد الموظفين لكن للأسف قمنا بفصل بعض الموظفين.
تأسست الحديقة عام 1894 لذلك فهي قد شهدت العديد من الحروب كالحرب العالمية الأولى والثانية وجميع حروب اسرائيل؟
بالفعل والحديقة ما زالت موجودة وهذا برهان كبير على أن الله مخلص لنا بكل تلك الأوقات وساعدنا أن نبقى بالحاضر ونبشر بالكهنوت للناس ورأينا الكهنوت بعدة أوقات وحاليا نرى أشخاص يأتون من أماكن عديدة لمساعدة الناس من غزة وإسرائيل وبعضهم يأتون للحديقة للجلوس والبكاء ليفرغون عن الألم وعن ما يشعرون به وهذا ما كان دائما يحصل في الحديقة لأكثر من 130 عام لأن بالنسبة لي في هذا المكان نحن نعبد إله مجروح ولكن أيضا إله قد قام من بين الأموات والمسيح أيضا يعرف جروحنا وما نعاني منه بكونه على الصليب المكان الصعب حيث يصل الى جرح العالم ولا يعطينا سوى الحب والخلاص ويعطينا حياة جديدة وهذا ما يؤكده صلبه لذلك هذا مكان يأتي اليه الناس ليقابلوا به الله بأشد احتياجهم ويطرد خوفهم ويشفي الجروح التي رأوها ويملاهم بسلام المسيح الذي قام من بين الأموات مثل ما قال المسيح لتلاميذه بالغرفة العليا: "سلام لكم".
هل كنت تتوقع ما سينتج عما حدث في السابع من أكتوبر؟
عندما علمنا أن إسرائيل في حرب مع حماس عرفنا أنه سيكون هناك تأثير كبير على قدوم الحجاج الى البلاد وعلى الموظفين الذين يعملون هنا وهذا هو الحزن الذي كان يلازمني كمدير ورأيت تأثير جائحة كوفيد كنائب مدير وأرى التأثير هذا أيضا وهذا أثر علينا لكن بنفس الوقت هناك شيء يقوي الحياة المجتمعية ويعززها بحيث نعود للرب في هذه الأوقات وهذا هو سبب وجودنا هنا.
عيد الفصح اقترب، ما الذي سوف تفعلونه في عيد الفصح؟
سيأتي "بول كيز" وهو رئيس مجلس الأمناء ليتحدث عن الإنجيل وعن موت وقيامة المسيح في يوم الجمعة العظيمة حيث سنكون متواجدين من الساعة التاسعة للساعة العاشرة من أجل الصلاة ولكن ستفتح الحديقة أبوابها من العاشرة للرابعة لصلوات تأملية هادئة وبالفصح هناك صلاة شروق الشمس وسنفتح الأبواب من السادسة صباحا وسيكون مبكرا جدا مع تغيير عقارب الساعة للأمام فستكون باعتبار الساعة الخامسة وسنفتح الأبواب من السادسة صباحا وستبدأ الصلاة على الساعة السادسة والنصف بحيث سيراه العالم لأنه سيكون على شاشات التلفاز وستكون طريقة رائعة لمشاركة هذه الرسالة المليئة بالأمل ليس فقط مع السكان المحليين الذين سيأتون بل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم.
هو شيء احتفالي لكن به بعض من الحزن لأنه لا يوجد العديد من السياح وأيضا هناك قيود على الفلسطينيين القادمين من بيت لحم على سبيل المثال فهم لن يستطيعوا المجيء الى القداس؟
بالفعل وسيكون هذا واضح في القداس من حيث السياق لكن رسالة القداس تبقى نفس الشيء وصحيح أن الناس لن يستطيعوا القدوم سواء من فلسطين أو إسرائيل أو العالم لكن الرسالة هي نفسها وهذا شيء جيد وتبقى الحديقة على إرسال رسالتها بغض النظر عن الأوضاع الصعبة.
تركت البلاد وعدت الى إنكلترا، ولكنك عدت هنا مرة أخرى، كيف كانت ردة فعل عائلتك لعودتك الى منطقة حرب حرفيا؟
كان أمرا صعبا، قالت لي ابنتي، أبي، هل تعتقد أنه عليك الذهاب حقا؟ وهو أمرا صعب جدا وتشعر بانه عليك البقاء مع عائلتك لكننا نعلم أن الله دعانا الى هنا لسبب معين ولا نستطيع أن نتجاهل هذا الأمر لأنه إيماننا ولأننا مطيعون لله وسنقوم بالأمر وتكلم يسوع عن هذا الأمر بأن الناس عليهم أن يتركوا أهلهم وأطفالهم من أجل نشر الإنجيل ونحن نحب عائلاتنا بالتأكيد وهم أيضا يحبون الكهنوت لذلك يعرفون الدعوة الخاصة بنا ونحن بيدي الله لأننا عائلته، ولكنه كان أمر صعب بالتأكيد.
هل شعرت بيدي الله في هذه الأوقات العصيبة؟
نعم، عندما عدت. كان هناك سلام داخلي حقيقي عندما عدت وترى ما يحدث للناس الذين يأتون للحديقة فهي لمست حياتهم والناس الذين يحاولون المساعدة في البلاد في هذه الأوقات ومن الرائع نشر كلمة الله مع أشخاص مثل هؤلاء لأن قلبهم طيب وقد أتوا ولكنهم أيضا يريدوا أن يستقبلوا كلمة الله وهذا يذكرني بكهنوت يسوع حيث كان قريب من الله ولكنه خرج للعالم لنشر كلمته فالناس يأتون للحديقة لمقابلة الله بشكل جديد في هذا المكان الجميل والمليء بالسلام والهدوء والطمأنينة ولكن أيضا مليء بالتحدي.
ما هي صلاتك لحديقة القبر في هذه الأيام؟
أن تبقى أبوابنا مفتوحة للجميع للقدوم مثل ما أراد الاباء والأمهات الذين اسسوا الحديقة لأول مرة بأن يأتي الجميع وأن يحل السلام لهذه الأرض وللجانبين في هذه الحرب وهذا ما نصلي له هنا كل يوم في الحديقة وأنا أصلي أن يحدث هذا الأمر لأنه شيء جيد للجميع وأن تبقى أبوابنا مفتوحة للجميع ورسالة المسيح تخرج للعالم ولكل شخص يأتي.
ما هو موقعكم الالكتروني للذين يودون معرفة معلومات أكثر عن حديقة القبر؟
موقعنا الالكتروني هوwww.gardentomb.com وهناك ستجدون عدة مصادر وأوقات الصلاة لتنضموا الينا.
هل يستطيع أي شخص بالعالم أن يزور صفحتكم على الفيسبوك أو أونلاين؟
نعم يستطيعون زيارتنا على الفيسبوك والانستغرام وباقي مواقع التواصل الاجتماعي فنحن ننشر العديد من الرسائل التي تصل في أوقات مختلفة وتستطيع أن تصبح صديق للحديقة وتستقبل النشرة الإخبارية للحديقة كل شهر.