مشاركة القس حنا
تحدث راديو حياة مع القس حنا من غزة، هل أنت في غزة الان أيها القس حنا؟
لا، أنا في الولايات المتحدة، كنت في غزة ولكن تركت غزة في 26 سبتمبر.
أنت ترأس منظمة إرسالية، أخبرنا عنها؟
بعون الله استطعت أن افتتح إرسالية تدعى إرسالية تبشيرية مسيحية الى غزة في سبتمبر 1999 عندما كنت أدرس في "معهد فولر لتعليم اللاهوت" وهدف هذه الإرسالية هو الوعظ للناس في غزة وموازنة احتياجاتهم اليومية مع احتياجاتهم الروحانية والوصول لهم بمحبة يسوع.
كيف تقوم بعملك كقس في غزة هذه الأيام؟
نقوم بالعمل من خلال العمل الجماعي لأن كنيسة غزة المعمدانية والتي كنت قسا فيها لثلاث سنوات وفي اخر ثلاث سنوات كانت الكنيسة من غير قس لذلك كل يوم أحد لدينا مقابلة مباشرة على تطبيق "زووم" مع أنني هنا في ولاية كيناتيكات في الولايات المتحدة لكن كل يوم أحد لدينا مقابلة مباشرة على تطبيق "زووم" مع الكنيسة في الساعة الثامنة والنصف بالمنطقة الزمنية الشرقية في الولايات المتحدة ونبدأ بالصلاة لنصف ساعة ومن ثم نبدأ المقابلة على الساعة التاسعة الى الساعة العاشرة أو العاشرة والربع ولدينا أشخاص من المجتمع المسيحي في غزة وأيضا أشخاص من جميع أنحاء العالم ونحن نشكر الله بغض النظر عن التحديات فكنيسة غزة المعمدانية تبقى مضيئة في المجتمع المسيحي وفي كل المجتمعات في قطاع غزة.
كيف هو الوضع الحالي للكنيسة في غزة في هذه الأيام؟
كما تعلم فغزة قطعة صغيرة من الأرض بطول 30 ميل وعرض 7 ميل و 2.2 مليون مسلم و 900 مسيحي وهناك ثلاث كنائس في غزة وهم كنيسة الأرثوذكس واللاتين والمعمدانية وال900 مسيحي نزحوا الى كنيسة الأرثوذكس واللاتين ولم يستطيعوا أن يذهبوا الى كنيسة غزة المعمدانية لأن مركزنا في أحد الشوارع الرئيسية لمركز الشرطة في غزة وتم قصف مركز الشرطة هذا عدة مرات في الماضي فالموقع ليس امن و كنيسة غزة المعمدانية ما زالت موجودة لكنها متأثرة بالقصف القريب منها.
هل تم تدمير كنيسة غزة المعمدانية بشكل كبير بسبب قربها من مركز الشرطة؟
الشبابيك والزجاج واللوحات الشمسية والمكتبة تعرضوا لبعض الضرر.
هل أعضاء الكنيسة بأمان في هذا الوقت؟
ال 900 شخص المسيحي نزحوا الى تلك الكنيستين اللتين ذكرتهما ولحد الان هم بأمان ولكنهم يشعرون بالخوف لأن الوضع فظيع فلم نرى من قبل شيء مثل هذا وحتى البارحة عندما حدث الانفجار المرعب في مستشفى المعمداني والذي يسمى الان المستشفى العربي الأهلي بعض المعادن المتطايرة من هذا الانفجار وصلت الى الكنائس ولكن الحمدالله لم يصب أحد في الكنائس.
هل أي من بيوت الأبرشية تم تدميرها؟
لا يوجد لدينا العديد من الأعضاء، ولكن هناك من يأتي ليصلي ولكن هناك العديد من البيوت للمسيحيين التي تم تدميرها في غزة.
هل هذه أزمة إنسانية للكنيسة؟
نعم، فنحن لا نستطيع المساعدة الا بالاتصال وقت ما نستطيع لأنه لا يوجد هناك انترنت قوي الخدمة لذلك علينا الاتصال من الخط الأرضي كاتصال دولي فقط لنسمعهم ونشجعهم ونسمع الأخبار ونعلم ماذا يحدث.
ما هي القصص التي تسمعها منهم؟
ممنوع دخول الطعام والماء والكهرباء أو البترول فالناس خائفون فيبدوا أن الأسوأ قادم وقد نزح 1.1 مليون شخص من مدينة غزة من الشمال الى الجنوب فالمسيحيون لم يقبلوا بهذه الأوامر وبقوا بالكنائس فمثلا بالكنيسة اللاتينية وضعوا عائلتين أو ثلاثة في صف واحد والحمد لله لديهم طعام وماء محدودين ولكننا لا نعلم الى متى سيكتمل هذا الأمر لأن كل ما طالت الحرب سيكون الوضع أسوأ.
هل أنتم قادرون على إيصال المساعدات لهم في الكنيسة؟
لا نستطيع إيصال أي شيء لأن الحدود مغلقة، ولكن الحمد لله في داخل غزة بعض الناس قادرين على توفير بعض الطعام من المتاجر ولكن هو بشكل محدود ولكن لحد الان هناك طعام ولكننا لا نعرف الى أي متى سيبقى عندهم طعام.
هل يبقون في الكنيسة طوال اليوم، هل يستطيعون الذهاب للعمل؟
معظم الوقت هم في الداخل. في بعض الأحيان هم قادرون على الذهاب والعودة لشيء مهم ولكنهم يمضون وقتهم هناك.
هل أهل غزة تعبوا من الحرب، فالأمر يتكرر دائما؟
بالتأكيد فلا أحد يحب الحرب وكما تعلم في السنوات الأخيرة كانت هناك حروب متشابهة وبالطبع الناس تعبت وخائفة وكل حرب تبدوا أسوأ من الحرب التي سبقتها ولكن هذا الشيء سيتكرر الا اذا قمنا بحل مشكلة الصراع الأصلية فهم يتعاملون مع أعراض المشكلة فاليهودي يقتل الفلسطيني وبالعكس لذلك التعامل مع أعراض المشكلة سيبقي الصراع للأجيال القادمة الا اذا قمنا بحل مشكلة الصراع الأساسية وهي الاحتلال لذلك إيجاد حل وأمان وأعتقد أن المجتمع الدولي قادر على توفير الامن لإسرائيل وبنفس الوقت دولة للفلسطينيين ليعيشوا بجانب بعضهم البعض باحترام وانسجام ولكن اذا لم تحل المشكلة سيبقى الصراع.
يبدوا أن إسرائيل تريد الدخول الى قطاع غزة، إذا حدث هذا الأمر هل هذا سيجعل الأمور أسوأ؟
بالطبع، طول غزة 30 ميل وعرضها 7 ميل و 2.2 مليون شخص. أين سينزحون؟ هذا أمر صعب. لذلك هناك حل أفضل للجميع ولذلك نصلي لله أن يجلب صانعي سلام من الجانبين لأن العنف ليس الحل وأعتقد أن العنف سيجلب المأساة والدم لذلك هناك حل أفضل للجميع وأنت تعلم أن القديس يعقوب يتحدث عن أن الحروب تأتي من الطمع والشهوة فهو ليس الله الذي يدمرنا لذلك نصلي من أجل نهاية هذه الحرب بأي طريقة.
قلت أن بعض الناس التجئوا الى الكنيسة، اذا كان هناك اطلاق نار بين حماس وإسرائيل بالقرب من الكنيسة هل سيتعرضون للخطر؟
غزة مدينة صغيرة لذلك إذا كان هناك إطلاق نار قريب فنعم سيؤثر. البارحة عندما قصفوا مستشفى المعمداني وبالطبع هذا سيؤثر على المناطق القريبة من المستشفى لذلك إذا كان هناك إطلاق نار قريب فسيضع حياة المدنيين بخطر.
هل هذا أصعب وضع مرت به غزة؟
نعم، لم أرى شيء مثل هذا من قبل.
هل تعتقد أن إسرائيل ستحتل غزة بعد نهاية هذا الأمر كله أم هل ستعطيها للفلسطينيين؟
لا أعلم. إسرائيل انسحبت من غزة في عام 2005 لذلك لا أعتقد أنها ستحتلها اذا دخلت.
هل هناك مناشدة لمساعدة المسيحيين في غزة في هذا الوقت؟
نعم، نحن نتشارك مع أصدقائنا بتشجيع الناس للتبرع من خلال إرسالية تبشيرية مسيحية الى غزة وكل الدعم سيذهب للناس في غزة.
كيف يستطيعون الناس التبرع إذا ارادوا؟
بزيارة موقعنا https://cm2g.org/ أو البحث على الانترنت عن Christian mission to Gaza .
وطبعا من المهم على المسيحيين في كل أنحاء العالم أن يقفوا مع مسيحيين غزة؟
هذه روعة تابعي المسيح فأولا دعانا الله وثانيا جمعنا فنحن ننتمي لعائلة واحدة وهو رأس هذه العائلة وهذه هي البركة التي تلهمنا وتشجعنا أن ننتمي لعائلة أكبر وجعلنا يسوع بدمه أشخاص نعيش ونعطي حبه وأعتقد أنه حان الوقت للمسيحيين لأن ينيروا في هذه الأوقات الظلماء في هذه المنطقة.
ما هي صلواتك للكنيسة في غزة؟
بأن ينيروا بنعمة الله كنور العالم وأن يتواصلوا بحب يسوع الذي هو قدوتنا فهو لم يأخذ حياة أي شخص بل على العكس اعطى حياته لنا كلنا ولكل البشر وهذه الخطوات التي نريد أن نخطيها ومن هنا نعكس حبه للجميع وبغض النظر عن خلفياتنا وعرقنا وديننا فنحن كلنا خُلقنا على صورة الله ولهذا أقول عندما ننظر لبعضنا البعض نرى الله فهو خلقنا على صورته وكلنا من دم واحد وعندما يقابلك السيد فحياتك تتغير ولأنه يحبك ستحب الاخرين وعندما تختبر تسامحه ستسامح الاخرين لذلك حبنا ليس فقط للناس بل حبنا لليهود وهكذا نريد أن نعيش حياتنا ويساعدنا الله أن نكون نوره وملحه وسفراءه وأن نعكس حبه في أي مكان نعيش فيه.