
الجزء الأول
تحدث راديو حياة مع "جرام إيمرسون"، قسيس كنيسة "تشيرش اين ذي بارن" في مدينة "بينريث" في إنجلترا. لقد زرتَ إفريقيا مؤخراً يا "جرام"، أين كنتَ وماذا فعلت هناك؟
ذهبتُ إلى أوغندا لزيارة فتاة اسمها "بورتيا"، وهي فتاة عاشت معنا في منزلنا قبل عدة سنوات، حيث بقيت معنا لمدة خمس سنوات. وقبل 12 عامًا، قالت إنها ستذهب إلى أوغندا لمدة ثلاثة أشهر، لكنها لم تعد منذ ذلك الوقت. ومع ذلك، قامت بالكثير من الأعمال الخيرية هناك. لذلك ذهبنا لرؤيتها. قمنا بكل الأشياء التي أحبها، مثل كرة القدم وخدمة كرة القدم الكهنوتية، وزيارة الحياة البرية، والتنقل، والتحدث مع العديد من الأشخاص، والذهاب للكنيسة، وكان ذلك رائعًا.
هل أخذت معك فريق كامل للزيارة؟
لا، لقد كنتُ برفقة ابنتي ميريام فقط، التي بلغت العشرين من عمرها أثناء وجودنا هناك. لذلك لم يكن فريقًا، ولم تكن رحلة كهنوتية خدمية بالكامل. معظم الرحلة كان عبارة عن عطلة وزيارة "بورتيا"، لكننا قمنا ببعض الأمور لمساعدة الأشخاص هناك.
كيف كانت استضافة الناس لكم هناك؟
كانوا ودودين للغاية. في الاجتماع الأول الذي حضرناه في الليلة الأولى، قاموا بتعيين شخص ليعتني بنا، وكانوا مرحبين جدًا في أي منزل دخلناه. كانوا يبذلون قصارى جهدهم لإظهار حسن الضيافة. في الواقع، أحيانًا لم تخبرهم "بورتيا" بأننا قادمون حتى لا يبالغوا في تقديم الضيافة بما يتجاوز إمكانياتهم. لذلك في بعض الأماكن كنا نذهب كمفاجأة، مما جعلنا نتمكن من مباركتهم أكثر مما يباركوننا هم.
هل كنتم في مناطق فقيرة وبحاجة للمساعدة؟
نعم، كنا في قرية فقيرة جدًا. كانت المنازل هناك مكونة من غرفتين فقط، مع فرشة في كل غرفة. وكانت المطابخ في الخارج، مكونة من جدران صغيرة وسقف مصنوع من القصدير، ويُطهى الطعام على النار. كنا في "كمبالا" معظم الوقت، وهي مدينة بها بعض الأشخاص الأثرياء، لكنها تحتوي أيضًا على مناطق فقيرة. ومقارنةً بالقرى الاخرى، كمبالا ليست فقيرة جدًا.
حدثنا عن الأنشطة المتعلقة بكرة القدم التي قمتم بها؟
الكنيسة التي تعمل فيها "بورتيا" تتعاون مع شخص يساعد في تدريب فرق كرة القدم في الأحياء الفقيرة، وقد جعلنا نتواصل مع ثلاثة فرق. أحضرتُ ثلاث مجموعات من أطقم كرة القدم من "بينريث"، وكلها تخص فرقًا من "بينريث"، وقمنا بتوزيعها. شاركتُ رسالة الأمل التي يتحدث عنها يسوع معهم، وقد استجاب الكثيرون لهذه الرسالة. وباختصار، كما نفعل هنا في "بينريث"، كنا نستخدم كرة القدم، التي نحبها، لنشارك يسوع الذي نحبه أكثر، ونضع أملنا فيه.
لقد قلت إن هذه فرق تعيش في الأحياء الفقيرة؟ هل هم أشخاص يعيشون في هذه الأحياء الفقيرة وكيف كانت الظروف المعيشية هناك؟
نعم، في مدينة "كمبالا" هناك بعض المناطق التي تعاني من فقر شديد. المنازل بسيطة جدًا، بأسقف مصنوعة من القصدير، وتقع في مناطق مزدحمة. إحدى الفرق التي زرناها كانت تضم أشخاصًا يعملون في السوق، حيث ينقلون المنتجات الطازجة من الريف إلى السوق من الصباح الباكر. ينهون عملهم حوالي الساعة 12 ظهرًا تحت الشمس الحارقة ويذهبون للعب كرة القدم. على الرغم من فقرهم، إلا أنهم يحبون كرة القدم، وهو شيء رائع. وقد رأينا مهاراتهم الرائعة في اللعب وهم يحبون كرة القدم. ولديهم أمل كبير في يسوع وكانت فرصة رائعة مشاركة الأمل معهم.
ما هي الفرق التي يحبونها؟
في أوغندا، معظم القمصان الرياضية الأجنبية كانت للفرق الإنجليزية. كانت هناك بعض قمصان ريال مدريد وبرشلونة، ولكنها قليلة. الأكثر شيوعًا كانت قمصان ليفربول، آرسنال، تشيلسي، ومانشستر يونايتد. حاولتُ شراء قميص غير أصلي لنيوكاسل، لكنه لم يكن متوفرًا. وقد قلت لهم بأن عليهم أن يجلبوا قميص فريق نيوكاسل. لذلك الأكثر شيوعًا كانت تلك الفرق الأربعة الإنجليزية لأن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في البلاد وكل المدارس يتحدثون ويتعلمون اللغة الإنجليزية.
أتخيل أنهم كانوا متحمسين للغاية للحصول على قمصان كرة القدم؟
نعم، نعم، هذه الفرق لا تمتلك الكثير من الموارد. لقد كانوا ممتنين للغاية. لقد ارتدوا القمصان على الفور. في الواقع، عندما أحضرت بعض قمصان فريق "بينريث"، قامت امرأتان بأخذ قميص وارتدائه فقط من أجل الصورة على الأقل. لكنهن خلعوها جميعًا بعد ذلك حتى يتمكن من ارتدائها في المرة القادمة التي يلعبن فيها. لديهم هناك دوريات صغيرة وكان هذا شيء جيد حتى يتمكنوا من اللعب هذه المرة بزي رسمي كامل. بعض الفرق التي التقينا بها كان أحد اللاعبين يرتدي حذاء كرة قدم في إحدى قدميه وصندل "كروكس" في القدم الأخرى. لم يكن بإمكانهم تحمل تكلفة الزي الكامل. لذلك كانوا سعداء جدًا بالحصول على طقم كامل موحد، بنفس لون القمصان والشورتات، كان ذلك رائعًا حقًا.
هل جعلك هذا الأمر تفكر حال عودتك الى إنجلترا في مقدار المال الذي نملكه في مجتمعنا الإنجليزي مقارنة بما لديهم؟
لدينا ثروة هائلة. العديد من فرقنا تحصل على زي جديد كل عام، زي جديد بالكامل، بينما هم بالكاد يجمعون الملابس اللازمة لأن أجورهم منخفضة جدًا بحيث لا يمكنهم إنفاق أي شيء إضافي باستثناء الطعام الذي يأكلونه والقليل من المال الذي يمكنهم جمعه لشراء بعض معدات كرة القدم. لذلك كانوا سعداء للغاية بشيء إضافي وجيد.
هل أتيحت لك فرصة الذهاب إلى كنيسة أثناء وجودك هناك؟
نعم، حضرنا اجتماعًا كنسيًا واحدًا وكان ذلك مذهلاً. لقد ذهبنا لرؤية العام الجديد.
بشكل عام، في أوغندا، لا يهتم الناس كثيرًا بعيد الميلاد، لكن معظمهم يذهبون إلى الكنيسة لحضور خدمة رأس السنة الجديدة. و"بورتيا" جزء من هذه الكنيسة التي تضم 12,000 عضو يجتمعون أسبوعيًا، فإن ليلة الصلاة هي الحدث الأهم في السنة. عندما ذهبنا، كانوا قد أعدوا 100,000 مقعد، وسمعنا لاحقًا أن جميع المقاعد امتلأت، وكان هناك أشخاص واقفون حول المكان. بصفتي قسيسًا، جلست في الصف الأمامي، وعندما نظرت إلى الخلف لم أتمكن من رؤية نهايته، فقد كان هناك أشخاص في كل مكان. لقد كان شيئًا مذهلاً حقًا. كانت الخدمة الكنسية طويلة، استمرت 11 ساعة، من السادسة مساءً حتى الخامسة صباحًا. لكنها لم تبدُ بهذه المدة الطويلة، لأنها كانت رائعة وكنا مندمجين في كل شيء، لكن المشهد كان مذهلًا. لم أرَ في حياتي هذا العدد الكبير من الناس مجتمعين في مكان واحد.
هل ستبدأ بإقامة صلوات كنسية تستمر لمدة 11 ساعة في "بينريث"؟
لست متأكدًا مما إذا كان شعبنا مستعدًا لذلك، لكن من الجيد أن تستمر لفترة مطولة بعض الشيء.
قلت في الكنيسة أمس بعد عودتي، إن الأفارقة يصلّون أكثر ويسبّحون أكثر وإيمانهم بالله أقوى بكثير من إيماننا. فالجميع يؤمن وكل شخص أوغندي تحدثت معه كان مؤمنًا. لذلك، نعم، أنا أشجع كنيستنا على الصلاة أكثر وحضور الاجتماعات أكثر، وآمل أن تستمر هذه الأمور كما يريد لها الله أن تستمر.