خبر
نظمت جامعة دار الكلمة وجامعة بيت لحم حفل لإشهار كتاب الأعمال الكاملة للأديب الراحل يعقوب الشوملي 1921-1993، وبحضور عدد كبير من الشخصيات الاعتبارية العامة رفيعة المستوى والمثقفين وكبار رجال الدين والمهتمين، وقد اقيم الحفل على خشبة مسرح جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم.
وقد افتتح القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة الحفل بكلمة قال خلالها: "الاستاذ يعقوب، ابن لعائلة بيت ساحورية عرفت بعشقها للادب والشعر، ومن لم يعرفه فكم من أجيال قد ربى وعلم، وكم من مسرحية قد أنجز، وكم من خاطرة قد ألف، واليوم نحتفي بالجزء الاول من كتاباته، وجلها كتبت ابان الحقبة الاردنية من عام 1951-1968."
وأضاف: " وفي مؤلفاته هذه والتي نشرت ما بين النكبة والنكسة نرى ابا باسل او ابا خالد العروبي، وقد راح يدعو للوحدة والصمود وهذان الموضوعان ما زالا حديث الساعة وهمها، اما الموضوع الثالث الذي لفت نظري في مؤلفاته فهو قضايا المجتمع التي عالجها، وهنا كمؤرخ ومهتم بالتاريخ الاجتماعي أرى من الاهمية بمكان دراسة هذا التاريخ لهذه الحقبة الاردنية بالذات والتي لا نجد اي اهتمام يذكر بها حتى الآن"
كما وألقى الدكتور إيهاب بسيسو نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والعلاقات الدولية كلمة، اكد خلالها: "يأتي اصدار هذا الكتاب ضمن الاهتمام بتوثيق وتدوين الذاكرة الثقافية بما يسمح بتعزيز حضور فلسطين على المستوى الابداعي وتشكيل مصادر الهام للاجيال القادمة، حيث ان هذه الخطوة البداية في سياق التعريف بهذه الانجازات الابداعية سواء لشخص الراحل الكبير أو لكي تكون مفتاحاً أيضاً لرصد الكثير من الأعمال الإبداعية والفنية في مجتمعنا الفلسطيني والتي شكلت مفتاح قراءة الحاضر، ونستطيع القول انها تشكل ايضاً الفاتيح القادرة على قراءة واستنباط المستقبل".
ثم تحدث البروفيسور قسطندي الشوملي ممثلا عن دائرة اللغة العربية في جامعة بيت لحم حيث تناول بالتحليل مؤلفات الكاتب الراحل في الروايات والتمثيليات والتي تجاوزت ست عشرة رواية.
أما الدكتور محمد بنات من جامعة القدس فقد تناول موضوع: بيوتات العلم في بيت ساحور، عائلة الشوملي أنموذجا، حيث تعرض للكاتب الراحل وعائلته واهتمامات أفراد الأسرة في الأدب والشعر والرواية.
كما وتناول الأستاذ ميخائيل رشماوي من الديوان الثقافي الساحوري الجانب النضالي للأديب مركزاً على تجربة ابعاد عائلة الكاتب إلى مخيم عين السلطان عام 1980 والموقف الذي اتخذه الأديب الراحل بالاضراب عن الطعام تحت شعار: البيت أو الموت، والتضامن الوطني والاعلامي الذي حدث مما اضطر سلطات الاحتلال لالغاء قرار الابعاد.
أما الأستاذة هيفاء جقمان رئيس دائرة اللغة العربية - قسم الدبلوما - في مدرسة البكالوريا في عمان فقد حضرت خصيصا من الأردن للمشاركة في الاحتفال وتحدثت عن تجربتها مع معلمها الأديب الراحل يعقوب الشوملي والذي كان مدرساً للغة العربية في مدرسة الراعي الصالح وغيرها من المدارس وكيف تأثرت به في طفولتها وشبابها .
وبعد ذلك قدم الفنان خالد المصو والفنانة ميرنا السخلة من مسرح عناد: قراءات تمثيلية لجزء من أعمال الكاتب.
وقد تولى الكاتب مجدي الشوملي عرافة الندوة التي رعتها جامعة دار الكلمة وجامعة بيت لحم. وقد تم في نهاية الحفل توقيع الكتاب وتوزيعه على الحضور.
ومن الجدير بالذكر أن ولد الأديب يعقوب باسيل الشوملي عام 1921 في مدينة بيت ساحور، وهو أصغر إخوته وأخواته سنًّا، وتلقى دراسته الابتدائية في الكلية الاكليريكية في بيت جالا وأنهى دراسته الثانوية في كلية الفرير في القدس، وقد أصدر مجموعته القصصية الأولى عام 1951 بعنوان قافلة الشهداء. كتب مجموعة كبيرة من التمثيليات الاجتماعية والوطنية قُدمت من خلال الإذاعة الأردنية بشكل متواصل منذ العام 1958 وحتى العام 1968، وكتب أكثر من 20 رواية اجتماعية وسياسية نشرت في جريدة فلسطين على شكل مسلسلات في الفترة من 1956 وحتى العام 1967، وله عدد كبير من المسرحيات والاسكتشات التي عُرضتْ ولم تُنشر، ويُعتبر من مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني، وتوفي بتاريخ 7- 7-1993 على أثر نوبة قلبية حادة.