خبر
وسط أجواء سينمائية مفعمة بالفرح ومليئة بالأمل، اختتمت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة فعاليات مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة لعام 2019 ، وذلك على مسرح دار الكلمة الجامعية في مدينة بيت لحم.
استمر المهرجان لمدة أسبوع كامل شمل عروض افلام يومية واستضافة مجموعة من المحترفين العالميين لعمل ورشات عمل ولقاءات تهم طلبة السينما، ومن بينها لقاء تشاوري لتأسيس نقابة العاملين في المهن السينمائية، كما وشارك في المهرجان عدد كبير من الأفلام الوئائقية، والروائية، والتجريبية الدولية والفلسطينية.
وقد تنافست الأفلام المشاركة على مجموعة من الجوائز، حيث شكلت دار الكلمة الجامعية لجنة تحكيم خاصة لكل فئة من السينمائيين العالميين والمحليين، واختارت اللجنة الفيلم الفائز بالجائزة لتلك الفئة، وخلال الحفل الختامي أعلنت الفنانة رحاب نزال عضو لجنة التحكيم الفائزين على فئة الأفلام التجريبية، وأعلن كل من المخرجة آن ماري جاسر والمخرج صالح بكري الفائزين على فئة الأفلام الدولية، كما وأعلنت الناقدة والكاتبة علا الشیخ الفائزين على فئة الأفلام الفلسطينية.
حيث حصل فيلم "خروج" لألاء الداية على جائزة أفضل فيلم تجريبي فلسطيني، وهو فيلم تجريبي شاعري، تُظهر به المخرجة شعورها الذي تتبادله مع أرواح الفلسطينيين المدفونين بمقبرة ماميلا التي صادر الاحتلال الإسرائيلي اكثر من ٩٠٪ من اراضيها وحولها لمرافق وحدائق عامة لخدمته. فالفيلم تدور احداثه بمحاولات خروج الروح من تحت الأرض وبحثها عن القبور بالمكان، وينتهي برجوع الروح لما تبقى من المقبرة.
ونال فيلم "تقنيّة مُتخصصة" لأونيكا اجوي على جائزة أفضل فيلم تجريبي دولي. قام وليام سيلرز ووحدة المستعمرات السينمائية بتطوير إطار عمل للسينما الاستعمارية، وشمل ذلك إجراء عمليات توليف بطيئة وعدم استخدام حيل للكاميرا والحد من حركة الكاميرا. تم عمل مئات الأفلام وفقاً لمجموعة القواعد هذه. في محاولة لاستعادة الرقصة السوداء من هذا المشروع الاستعماري، يحاول فيلم التقنية المتخصصة تحويل هذه المادة من مشهد مدروس الى مستوى معيشي.
كما ونال فيلم فيلم "-562 متراً" لميشيل وجتاسيك على جائزة أفضل فيلم وثائقي دولي والذي يتحدث حول كل الصباحات متشابهة، لديها الكثير لتفعله على السطح، ولديها الكثير لتفعله هناك- في باطن الأرض. هي كأمهم، تلبسهم وتنتظر عودتهم. هناك يصبحون شخصًا آخر للعودة إلى الواقع عند المغادرة. رحلة لا تصدق في أنحاء كوكب آخر، علاقة غير عادية بين عالمين مختلفين.
وحصل فيلم " روسو: كذبه صادقه عن صياد " لأنطونيو ميسانا على جائرة أفضل فيلم روائي قصير دولي، والذي يروي قصة كليمنتي، وهو صياد من صقلية يستمر في عمله رغم كبر سنه. تتعطل حياته في اليوم الذي يجد فيه جثة لشاب لاجئ عالقًا في شباك الصيد.
أما جائزة أفضل فيلم وثائقي فلسطيني، ذهبت إلى "محمد شلّودي" عن فيلم "وعد" والذي يروي حكاية فتاة مقدسية اسمها وعد تدرس التصوير الفوتوغرافي في جامعة إسرائيلية تقرر البقاء بعيدة عن السياسة ولكن نظرات زملائها تبقى تطاردها. وعد تقف مدافعة عن هويتها الوطنية من خلال عملها حتى اللحظة التي تشهد
فيها مدينة القدس حدثاً سياسياً فريداً فتذهب وعد لالتقاط بعض الصور التي لها مفاهيم سياسية، فيبقى ظل الاحتلال يطاردها ومن ثم تستمر في مشاريعها لإثبات هويتها الوطنية بشكل غير مباشر.
وحصل فيلم "منطقة ج " لصلاح أبو نعمة على جائرة أفضل فيلم روائي قصير فلسطيني والذي يروي قصة صبي اسمه حسين يحاول ان يؤمن حياة عائلته ومنزلهم الذي يقع في المنطقة ج من الهجوم اليومي للمستوطنين، بالرغم من صغر سنه.
كما وحصل فيلم "طابق رقم4 " لشيماء عواوده على تنويه خاص من لجان التحكيم والذي يروي قصة شابة تترك اهلها و تنتقل للعيش بمفردها في محاولة للحصول على استقلاليتها وكلها شوق لحياتها الجديدة ولكن أثناء نقل أغراضها في مصعد البناية الجديدة تكتشف ان في انتظارها ما هو غير متوقع.
وأيضاً على فيلم "مناطق" لعز الدين قصري على تنويه خاص من لجان التحكيم، والذي يروي قصة إبراهيم، وهو ميكانيكي جزائري يعيش في فرنسا ويحلم بالسفر الى أمريكا مع ابنه. يواجه مشكلة مع الشرطة أثناء محاولته الحصول على جواز سفر فرنسي مما يتوجب عليه الإختباء في الجالية الجزائرية في باريس. ويبدأ هناك بالبحث عن هوية تقوده الى الجزائر.
واختتم المهرجان بورشة عمل متقدمة بالتعاون مع القنصلية الفرنسية حول التصوير السينمائي والإضاءة قدمها مدير التصوير والمخرج الفرنسي جيل بورت ، واستمرت الورشة لمدة ثلاث ايام، حيث قدم للمشاركين تقنيات عملية في التصوير والاضاءة لمواقف مختلفة منها ما هو داخلي، خارجي، مزج ما بين النوعين، كذلك خلق أجواء وتعبيرات نفسية من خلال استخدام الاضاءة والزوايا المختلفة.
وقد تضمن حفل الاختتام عرض فيديو شمل مقتطفات من مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة على مدار أسبوع، كما وتم عرض الأفلام الفائزة وتم توزيع الدروع التقديرية على جميع الرعاة وجميع الذين ساهموا في إنجاح المهرجان.
ومن الجدير بالذكر ان مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة تحت رعاية كل من الصندوق العربي للثقافة والفنون، القنصلية الفرنسية العامة في القدس، مكتب الممثلية الجمهورية البولندية في رام الله، وبشراكة اعلامية من الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون - تلفزيون فلسطين.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، والسياحة الثقافية والمستدامة، والفنون الأدائية في الموسيقى والمسرح، والتصميم الجرافيكي، والفنون المعاصرة، وإنتاج الأفلام، كما تمنح درجة الدبلوم في تخصصات الإنتاج الفيلمي الوثائقي، والدراما والأداء المسرحي، والفنون التشكيلية المعاصرة، والزجاج والخزف، وفن الصياغة، والتربية الفنية، والأداء الموسيقي، والأدلاء السياحيين الفلسطينيين، وفنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل الكلية على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.