خبر
اختتمت جامعة دار الكلمة أعمال مؤتمرها الدولي بعنوان "المسيحية الصهيونية والأصولية الدينية والسياسية والاقتصادية"، والذي عقد على مدار سبعة أيام متتالية في الفترة الواقعة من 4 الى 11 تشرين الثاني في محافظة سانتياغو في تشيلي، وذلك بمشاركة ممثلين من فلسطين وتسع دول في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وعشرون جامعة ومؤسسة أكاديمية من أربع قارات والعديد من الهيئات الكنسية من جميع أنحاء العالم.
وقد أقر المشاركون بأن المسيحية الصهيونية لم تعد ظاهرة في دول الشمال ، بل لقد انتشرت في العقود الاخيرة بشكل متزايد في دول الجنوب أيضاً، كنتيجة وتعبير، وان كان باشكال متعددة، عن الاستعمار الأنجلو سكسوني، هذا وقد ركزت اوراق المؤتمر على المسيحية الصهيونية من منظور جيوسياسي موضحة أنها لوبي مسيحي لدعم الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي للأرض والشعب الفلسطيني، استنداً الى بعض النصوص التوراتية والبنى اللاهوتية.
وقد أقر المشاركون بانتشار الأفكار المسيحية الصهيونية في جميع بلدان أمريكا اللاتينية جنباً الى جنب الحركات السياسية والثيوقراطية اليمينية المتطرفة وأنظمة الإقصاء، كما واتفق المشاركون في المؤتمر على معارضة الصهيونية بغض النظر من يتبناها من المسيحيين واليهود والمسلمون وكذلك معارضة معادلة معاداة الصهيونية مع معاداة السامية، كما واكد المشاركون على مناهضة نظام الفصل العنصري، كما وأكدوا على التزامهم بمقاومة جميع أشكال العنصرية والإقصاء.
وقد ركزت الأوراق التي تم تقديمها في المؤتمر على كيفية تأثير الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي على جميع جوانب حياة الفلسطينيين بفرض نظام وقوانين الفصل العنصري من خلال نزع ملكية الأراضي والموارد، والهندسة الديموغرافية، والاحتلال العسكري، حيث أصبح من الواضح كيف أن دولة إسرائيل لا تدعم فقط انتشار الأيديولوجيات المسيحية الصهيونية، بل إنها تقوم بشكل متزايد بتصدير المعدات العسكرية والتدريب وتكنولوجيا المراقبة في أمريكا اللاتينية وخارجها.
وخلال المؤتمر ناقش المشاركون استراتيجيات مواجهة تحديات الصهيونية المسيحية والاستعمار الاستيطاني والعسكري، واختتم المؤتمر بجلسة ختامية تم من خلالها صياغة مجموعة من التوصيات، ومنها:
-إقامة لقاءات جيوسياسية متعددة التخصصات والتوجهات الدينية بين بلدان الجنوب بهدف العمل على إنهاء الاستعمار، بحيث تضم مثل هذه اللقاءات القادة الدينيين والشباب والناشطين الناشئين والحركات النسوية والفنانين والسكان الأصليين.
- تطوير شبكات واستراتيجيات مشتركة بين أمريكا اللاتينية وفلسطين.
- استخدام الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة لتسليط الضوء على المشروع الاستعماري الاستيطاني الجاري في فلسطين والانخراط في عمل فعال، وتماشياً مع الممارسات العالمية الحالية الدعوة لفرض عقوبات سياسية واقتصادية وثقافية على الدول التي تمارس الاحتلال غير المشروع.
- ترجمة العمل اللاهوتي والأكاديمي الفلسطيني والأمريكي اللاتيني إلى اللغات المعنية وجعلها متاحة كأدوات لتثقيف المجتمعات في كلا السياقين.
- تشجيع السياحة غير الاستعمارية والمسؤولة اجتماعيا إلى فلسطين.
واختتمت أعمال مؤتمر جامعة دار الكلمة الدولي "المسيحية الصهيونية والأصولية الدينية والسياسية والاقتصادية"، بأمسية ثقافية في نادي بالستينو الرياضي وذلك لاستضافة تشيلي أكبر جالية فلسطينية في أمريكا اللاتينية.